* كثيرا ما تفاجأ الأم ببكاء طفلها الصغير بحرقة شديدة تثير قلقها وتجعلها تتساءل هل يبكي لأنه جائع أو متعب أو يعاني من ألم ما.. تقول عالمة النفس الفرنسية ايمانويل ريجون في كتابها أنا اطمئن طفلي إن بكاء الطفل بمثابة لغة يعبر بها عن شيء ما, قد لا يكون بالضرورة حزنا أو ضيقا أو ألما لكن مجرد الرغبة في الاحتماء في حضن الأم.. وهناك اطفال يبكون أكثر من غيرهم ولا يعانون من أي من هذه الأعراض.. كل ما في الأمر أنهم يجدون في البكاء وسيلة سهلة للتعبير عن أنفسهم ولفت الأنظار اليهم. ثم تشير المؤلفة في كتابها إلي نوعين من البكاء يسهل علي الأم التعرف عليهما.. الأول صرخة الألم والتي تكون عادة مرتبطة بآلام في المعدة أو البطن وتعقب الرضعة ويظهر الألم واضحا علي الطفل حيث يتلوي جسمه كله.. أما الصرخة الثانية فهي صرخة الجوع التي تكون قوية ومتواصلة لا يجدي معها شيء لتهدئته.
تأتي بعد ذلك أنواع أخري من البكاء لتعبر عن الغضب أو القلق أو الاستياء من عدم فهم من حوله لطلباته وهذا البكاء يصعب تفسيره لأنه يظهر عند كل طفل بشكل مختلف حسب طباعه وشخصيته.. لكن مع الوقت يتعلم الوالدان تفسيرها. أهم نصيحة تقدمها إيمانويل للأم عندما ينفجر طفلها في البكاء هي حمله لطمأنته, لأن بعض الأمهات يتركن أطفالهن يبكون لفترات طويلة بهدف تعليمهم بعض الآداب التي يرونها ضرورية, لكن هذه الطريقة في رأي المؤلفة خاطئة لأنها لا تؤدي إلا إلي تعميق إحساس الطفل بالضيق والحزن.. لكن إذا لاحظت الأم أن طفلها يستغل هذه الصرخات المدوية لتتفرغ له تماما فيمكنها تركه يبكي لمدة لا تزيد عن عشر دقائق بعد أن تتأكد أنه جالس في مكانه بشكل آمن وليس محشورا بين قضبان السرير أو مقلوبا علي رأسه.. لأن فترة البكاء إذا طالت عن هذه المدة فإن البكاء سوف يتحول إلي نحيب وشهيق بسبب انقباضات أو تقلصات في المعدة تحتاج إلي وقت طويل لتهدئتها بعد ذلك.
وتوضح د.إيمانويل أن حمل الطفل لن يجعله مدللا أو منزويا رسالة مفادها أن والديه بالقرب منه اذا احتاجهما, خاصة أن مرحلة البكاء هذه لا تستمر طويلا مع الطفل وتقل تدريجيا كلما تقدم في السن.
الخميس يوليو 03, 2008 6:19 am